كنيس “إلياهو هانابي” بين رماد الحرب وصراع الهوية: تفجير معلم ديني يهودي يثير الغضب والقلق
دمشق | أحوال ميديا

في تطور خطير يعكس هشاشة الواقع السوري بعد سنوات من النزاع، أفادت مصادر محلية بقيام فصيل سلفي تكفير_ي حسب المصادر الميدانية المطلعة أنه مرتبط بسلطة الامر الواقع التي يترأسها الجولاني ، بتفجير كنيس “إليا_هو هانابي” في حي جوبر ليلة أمس، وهو أحد أقدم المعابد اليهو_دية في العالم، ويعود تاريخه إلى نحو 720 سنة قبل الميلاد، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
الكنيس، الذي يُعتقد أنه بُني فوق الكهف الذي لجأ إليه النبي إلياهو أثناء مطاردة الملكة إيزابيل له، ظل لقرون طويلة مقصدًا للزوار من مختلف أنحاء العالم، نظرًا لأهميته الدينية والتاريخية، ولارتباطه العميق بالتراث اليهو_دي في بلاد الشام.
تفجير الكنيس يأتي في وقت كانت تُطرح فيه مبادرات لإعادة ترميمه، بدعم من الطائفة اليهو_دية السورية في الداخل والخارج، بعد أن تعرض لأضرار جسيمة خلال النزاع الذي استمر 13 عامًا، شملت انهيار جدرانه وسقوفه وفقدان مقتنيات أثرية نادرة، منها نسخ توراة مكتوبة على جلد الغزال وثريات وسجاد يدوي.
رئيس الطائفة اليهودية في سوريا، باخور شمنتوب، عبّر عن حزنه خلال زيارته الأولى للكنيس منذ 15 عامًا، قائلًا:
“قبل النزاع، كنا ندخله بشكل طبيعي. الآن، رؤيته بهذا الشكل يبعث على الاضطراب، لكنه سيعود كما كان مع الوقت”..
تفجير كنيس “إليا_هو هانابي” لا يمكن قراءته فقط كحادث تخريبي يستهدف مبنًى دينيًا، بل هو رسالة رمزية في عمقها، تعكس صراعًا على الهوية والذاكرة في سوريا ما بعد الحرب.
في بلدٍ أنهكته سنوات من النزاع، باتت المعالم الدينية والتاريخية رهائن في معارك النفوذ والشرعية، تُستخدم كأوراق ضغط أو أدوات محو ممنهج لذاكرة جماعية متعددة الطوائف والانتماءات.



